الجَريمَةُ الخُلُقِيَّة
– عمل قوم لوط –
الأضرار – سبل الوقاية والعلاج

محمد بن إبراهيم الحمد

العناصر :
1- تعريف عمل قوم لوط .
2- أسماؤه الأخرى.
3- تحريم عمل قوم لوط وعقوبة مرتكبة .
4- الآثار الواردة في ذم عمل قوم لوط .
5- أضرار عمل قوم لوط :
أولاً : أضراره الدينية .
ثانياً : أضراره الخُلقية .
ثالثاً : أضراره النفسية .
رابعاً : أضراره الصحية .
6- سبل الوقاية والعلاج .

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن عمل قوم لوط جريمة منكرة، وفعلة قبيحة، يمجها الذوق السليم، وتأباها الفطرة السوية، وتمقتها الشرائع السماوية، وذلك لما لها من عظيم الأضرار، ولما يترتبت على فعلها من جسيم الأخطار.
ولقد يسر الله لي أن كتبت في هذا الشأن كتابًا بعنوان: " الفاحـشـة (( عمل قوم لوط )) الأضرار ـ الأسباب ـ سبل الوقاية والعلاج ".
ولما كان ذلك الكتاب مطوَّلاً تشق قراءته على كثير من الشباب ـ رأى بعض الأخوة الفضلاء أن يُختصرَ هذا الكتاب، ويُلخَّصَ منه نبذة خاصة بالشباب؛ ليسهل اقتناؤه، وقراءته، وتداوله بينهم.
فوافق ذلك رغبة في نفسي، فاستعنت بالله ـ عز وجل ـ واختصرت ذلك الكتاب في هذا الكتيِّب الذي أسميته " الجريمة الخلقية ـ عمل قوم لوط ـ الأضرار ـ سبل الوقاية والعلاج ".
وقد حرصت ـ قدر المستطاع ـ على الاختـصار، وحذفت أكثر الحواشـي إلا مـا لا بدّ منـه؛ فمن أراد التفصيل فليراجع الأصل.
والله المستعان وعليه التكلان، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

محمد بن إبراهيم الحمد
الزلفي 5/12/1414هـ
الرمز البريدي 11932 ، ص.ب 460

.:: تعريف عمل قوم لوط ::.

عرف هذا العمل بأنه : إتيان الذكور في الدبر ، وعرف أيضاً بأنه : اكتفاء الرجال بالرجال ، وعرف بأنه : وطء الذكرِ الذكرَ .


.:: أسماؤه الأخرى ::.

لهذا العمل القبيح أسماء أخرى يعرف بها منها ما يلي :

1- عمل قوم لوط : لأنهم أول من ابتدعه .

2- الفاحشة : وقد سماها الله – عز وجل – بذلك ؛ لأنها فعلة متناهية في القبح.

3- اللواط : كذلك نسبة إلى قوم لوط – عليه السلام - .

4- الشذوذ الجنسي : لأنه شذوذ منحرف ، وانتكاس في الفطرة .

5- الجنسية المثلية فقد سماه بعض الباحثين بذلك ؛ لأنه يمثل الميل نحو نفس الجنس

6- المدابرة : لأنه عبارة عن إتيان الرجال في أدبارهم .

ولهذا فلا غضاضة في استعمال أيٍّ من هذه الأسماء في ثنايا هذا البحث .


.:: تحريم عمل قوم لوط وعقوبة مرتكبة ::.

تحريم اللواط معلوم بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى { أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ} [ سورة الأعراف:80] . وسماهم معتدين ومسرفين ولعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – الفاعل والمفعول به .

وأجمع الصحابة – رضي الله عنهم – على قتل مرتكب هذه الكبيرة ، وقد نقل هذا الإجماعَ غيرُ واحدٍ من أهل العلم ، كابن قدامة ، وابن القيم – رحمهما الله - .

ولم يختلف الصحابة في القتل ، وإنما اختلفوا في كيفيته ، فقال بعضهم : يقتل بالسيف ، وقال بعضهم : يرمى بالحجارة ، وقال بعضهم : يحرق بالنار ، وقال بعضهم : يرفع على أعلى بناء في القرية فيرمى منه منكساً ثم يتبعه بالحجارة .

قال الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله - : (( وأما صفة القتل فإن الذي يظهر لي – والله أعلم – هو أن هذا عائد إلى رأي الإمام من القتل بالسيف أو رجماً بالحجارة أو نحو ذلك ، حسب مصلحة الردع والزجر والله أعلم )) .

وهذا الحكم يشمل الفاعل والمفعول به سواء كانا بكرين أو ثيبين إذا كانا عاقلين بالغين عند جمهور العلماء .

ودليل هذا قوله – صلى الله عليه وسلم - : (( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به )) .

قال الشيخ بكر أبو زيد تعليقاً على هذا الحديث : (( ووجه الدلالة من هذا الحديث نصيةٌ على قتل الفاعل والمفعول به ، وليس فيه تفصيل لمن أحصن أو لم يحصن ، فدل بعمومه على قتله مطلقاً )) .


.:: الآثار الواردة في ذم عمل قوم لوط ::.

ورد في ذم عمل قوم لوط آثار عديدة من الكتاب والسنة ، كما ورد ذلك – أيضاً – في أقوال السلف الصالح .

فلقد قص الله – عز وجل – علينا شأنهم في سور عديدة من القرآن الكريم كما في : سورة الأعراف [80-84 ] ، وهود [ 77-83 ] ، و الحجر [ 57 – 77 ] ، والأنبياء [ 74-75] ، والشعراء [ 160-175] ، والنمل [ 54-58] ، والعنكبوت [28-35] والصافات [ 133-138] ، والقمر [ 33-39] .

ومما ورد في ذم هذا العمل من السنة – قول النبي- صلى الله عليه وسلم - : (( لعن الله من عمِل عَمَلَ قوم لوط )) وقوله صلى الله عليه وسلم (( إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط )) .

ومما ورد عن السلف الصالح في ذمه – قول الفضيل بن عياض – رحمه الله تعالى - : (( لو أن لوطياً اغتسل بكل قطرة من السماء – لقي الله غير طاهر .

ومما قيل في ذمه :
فيـا ناكحي الذكران تهنيكمُ البشرى *** فيوم معاد الله إن لكم أجرا
كلوا واشربوا وازنوا ولوطوا وأكثروا *** فإن لكم زفاً إلى ناره الكبرى
فإخوانكم قد مهدوا الـدار قبلكم *** وقالوا إلينا عجلوا لكم البشرى
وها نحن أسلاف لكم في انتظاركم *** سيجمعنا الجبار في ناره الكبرى
ولا تحسبوا أن الذيـن نكحتموا *** يغيبون عنكم بـل ترونهم جهرا
ويلعن كـل منكـم خليـله *** ويشقى به المحزون في الكرة الأخرى
يعذب كل منهم بشريــكه *** كما اشتركا في لذة توجب الوزرا
.:: أضرار عمل قوم لوط ::.

لعمل قوم لوط أضرار كثيرة جداً ، يقصر دونها العد والإحصاء ، والبحث والاستقصاء ، وذلك على الأفراد والجماعات في الدنيا والآخرة .

وهذه الأضرار متشعبة ومتنوعة ، فله أضرار دينية ، وخلقية ، ونفسية ، وصحية ، وإليك بعض التفصيل في ذلك :

أولاً : أضراره الدينية

أما أضراره الدينية – فلكونه كبيرة من كبائر الذنوب ، ولأنه يصد عن كثير من الطاعات ، بل ولخطره على توحيد الإنسان ؛ وذلك لأنه ذ1ريعة للعشق والتعلق بالصور المحرمة ، وهذا ذريعة للشرك بالله ؛ ولأن الاستمرار على فعله قد يقود الفاعل إلى محبة الفحشاء وبغض التعفف ، فيقع في محبة ما كرهه الله – عز وجل – وبغض ما أحبه الله .

وقد يتمادى الأمر بمرتكب هذه الجريمة ، فيستمرؤها ، وقد يقود ذلك إلى استحلالها – عياذاً بالله - .

وهذا كله خطر على أصل التوحيد ، وذريعة للكفر والشرك والخروج من الإسلام –عياذاً بالله - .

قل الإمام ابن القيم – رحمه الله – بعد أن تحدث عن الذنوب والمعاصي ، وأن التوحيد يمحوها ، ويزيل نجاستها - : (( ولكن نجاسة الزنا واللواطة أغلظ من غيرها من النجاسات ؛ من جهة أنها تفسد القلب ، وتضعف توحيده جداً ؛ ولهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة أكثرهم شركاً ، فكلما كان الشرك في العبد أغلب – كانت هذه النجاسة والخبائث فيه أكثر ، وكلما كان أعظم إخلاصاً – كان منها أبعد ، كما قال تعالى عن يوسف الصديق –عليه السلام- : {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [سورة يوسف : 24]، فإن عشق الصور المرحمة نوع تعبد لها ، بل هو من أعلى أنواع التعبد ، ولا سيما إذا استولى على القلب ، وتمكن منه صار تتيماً ، والتتيم : التعبد ، فيصير العاشق عابداً لمعشوقه ، وكثيراً ما يغلب حبه وذكره ، والشوق إليه ، والسعي في مرضاته وإيثار محابه على محاب الله ، وذكره ، والسعي في مرضاته .

بل كثيراً ما يذهب ذلك من قلب العاشق بالكلية ، ويصير متعلقاً بمعشوقه من الصور ، فيصير المعشوق هو إله من دون الله –عز وجل- يقدم رضاه وحبه على رضا الله وحبه ، ويتقرب إليه ما لا يتقرب إلى الله – عز وجل - ، وينفق في مرضاته ما لا ينفقه في مرضاة الله ، ويتجنب من سخطه ما لا يتجنب من سخط الله تعالى فيصير آثر عنده من ربه حبا ، وخضوعاً ، وذلاً ، وسمعاً وطاعةً .

ولهذا كان العشق والشرك متلازمين ، وإنما حكى الله سبحانه العشق عن المشركين من قوم لوط ، وعن امرأة العزيز وكانت إذ ذاك مشركة .

فكلما قوي شرك العبد بلي بعشق الصور ، وكلما قوي توحيده صرف ذلك عنه .

والزنا واللواطه كما لذاتهما إنما يكون مع العشق ، ولا يخلو صاحبهما منه ، وإنما لتنقله من محل إلى محل – لا يبقى عشقه مقصوراً على محل واحد ، بل ينقسم على سهامٍ كثيرة ، لكل محبوب نصيب من تألهه وتعبده .

فليس في الذنوب أفسد للقلب والدين من هاتين الفاحشتين ، ولهما خاصية في تبعيد القلب من الله ؛ فإنهما من أعظم الخبائث ، فإذا انصبغ القلب بهما بعد ممن هو طيب لا يصعد إليه إلا طيب ، وكلما ازداد خبثاً ازداد من الله بعداً )) .

ثانياً : أضراره الخُلُقية

أما أضراره الخلقية فكثيرة جداً ، فاللواط لوثة خلقية ، وانحراف عن الفطرة السوية ، وهو سبب لقلة الحياء ، وسوء الخلق ، وبذاءة اللسان ، وقسوة القلب ، وانعدام الرحمة ، وقتل المروءة والرجولة ، وذهاب الشهامة والشجاعة والنخوة والعزة والكرامة، وهو سبب للاتصاف بالشر والعدوانية ، وحبّ الجريمة والجرأة عليها .

وهو سبب لسفول الهمة ، وضعف الإرادة والحمق ، والنزق والخرق .

وهو سبب لذهاب الغيرة من القلب ، وحلول الدياثة محلها .

ومن أضراره الخُلقية أيضاً حرمان العلم والترقي في مدارج الكمال ومراتب الفضيلة .

ثالثاً : أضراره النفسية

ومن جملة الأضرار لهذا العمل القبيح الأضرار النفسية ، فهذا العمل يورث صاحبه أضراراً نفسية كثيرة منها :

1- الخوف الشديد والوحشة والاضطراب :
فالذي يمارس هذا العمل لا تراه إلا خائفاً مذعوراً ، يحسب كل صيحة عليه ، وكل مكروه قاصداً إليه ،/ فلا تجده إلا وقلبه كأنه في جناحي طائر ؛ ذلك لأن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين ، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب .

فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أماناً . ومن عصاه انقلبت مآمنه خوفاً ، ومن خاف الله آمنه من كل شيء ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء .

فالجزاء من جنس العمل ؛ فمن بحث عن الأمن والأنس في معصية الله انقلب الأمر عليه رأساً على عقب ، فأصبح أمنه خوفاً وأنسه هماً وغماً .

2- الحزن والعذاب والقلق :
وهذا جزاء عاجل لمن أحب لغير الله ، أو تعلق بغير الله ، فبقدر تلك المحبة أو التعلق بغير الله يصيب الإنسان ما يصيبه من العذاب والحزن والألم والقلق .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : (( واعلم أن كل من أحب شيئاً لغير الله فلا بد أن يضره محبوبه ، ويكون ذلك سبباً لعذابه ))

وقال العلامة ابن القيم -رحمه الله- : (( والمقصود أن من أحب شيئاً سوى الله عز وجل فالضرر حاصل له بمحبوبه ، إن وجد وإن فقد ، فإن فُقد عُذِّب بفواته ، وتألم على قدر تعلق قلبه به ، وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله ، ومن النكد حال حصوله ومن الحسرة عليه بعد فوته أضعاف أضعاف ما في حصوله من اللذة )) ولهذا قيل :

وما في الأرض أشقى من محبٍّ *** وإن وجد الهوى حلوَ المذاقِ

تـراه باكيـاً في كل حيـنٍ *** مخافـة فرقـةٍ أو لاشتيـاقِ

فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم *** ويبكي إن دنوا خـوف الفراقِ

فتسخن عينه عنـد التنائي *** وتسخن عيـنه عنـد التلاقي

3- هذه الفاحشة تجعل صاحبها عرضة للإصابة بأمراض عصبية شاذة ، وعلل نفسية شائنة : تفقده لذة الحياة وتسلبه الأمن والطمأنينة .

4- الرغبة في العزلة والانطواء :
فالذي يمارس هذا العمل تجده مؤثراً للعزلة والانطواء ، لا يأنس إلا بمن يلائمه ويشاكله .

5- تقلب المزاج وضعف الشخصية وعدم استقلالها .

6- الانهزامية وعدم الثقة بالنفس .

7- الشعور بالذنب :
فمن يمارس هذا العمل يشعر بالذنب ، وأن الناس يعملون بقبيح فعله ، فلسوء فعله ساء ظنه . كما قال المتنبي :

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه *** وصدق ما يعتاده من توهـم

وعادى محبيـه لقول عداتـه *** وأصبح في ليلٍ من الشك مظلم

8- كثرة الوساوس والأوهام :
فهذا الداء العضال إذا تمكن من القلب واستحكم وقوي سلطانه أفسد الذهن ، وأحدث الوساوس ، وربما التحق صاحبه بالمجانين الذين فسدت عقولهم فلا ينتفعون بها .

9- الإصابة بمرض الهوس الجنسي :
ذلك المرض الذي يجعل صاحبه الشهواني المندفع مشغولاً في جميع أوقاته بتخيلات شهوانية غريزية .

10- التوتر النفسي ، والتردد ، والتخاذل ، وعدم المبالاة .

11- الارتباك ، واليأس ، والتشاؤم ، والملل ، والتبلد العاطفي .

12- التأثير على الأعصاب :
فهذه الفعلة تغزو النفس ، وتؤثر على الأعصاب تأثيراً خاصاً ، أحد نتائجه الإصابة بالانعكاس النفسي في خلق الفرد ، فيشعر داخلياً بأنه لم يخلق ليكون رجلاً ، وينقلب ذلك الشعور إلى شذوذ جنسي ، فيميل إلى بني جنسه ، وتتجه أفكاره إلى أعضائه التناسلية .

ومن هنا يتبين لنا العلة الحقيقية من إسراف بعض الشباب الساقطين في التزين وتقليد النساء .

رابعاً : أضراره الصحية

أما أضراره الصحية فحدث ولا حرج ؛ فها هو الطب الحديث يكتشف لنا بين الفينة والأخرى كارثة من كوارث الشذوذ الجنسي ، وهاهي وسائل الإعلام تطل علينا من وقت لآخر بقارعة تحل بساحة الشذاذ .

وما أن يجد الأطباء علاجاً نافعاً لأحد الأمراض إلا ويستجد مرض جديد يشغلهم عن المرض السابق ، مما جعلهم يقفون واجمين متحيرين أما هذا الخضم الموار من تلك الشرور والأخطار .

وهذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يلعنوا بها – إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا )).

ومن الأضرار الصحية الناجمة عن اللواط ما يلي :

1- الرغبة عن المرأة :
فمن شأن اللواط أن يصرف الرجل عن المرأة ، وقد يبلغ به الأمر إلى حد العجز عن مباشرتها .

2- ارتخاء عضلات المستقيم وتمزقه :
فاللواط سبب في تمزق المستقيم ، وهتك أنسجته ، وارتخاء عضلاته ، وسقوط بعض أجزاءه ، وفقد السيطرة على المواد البرازية ، وعدم استطاعة القبض عليها ؛ ولذلك تجد بعض الوالغين في هذا العمل دائمي التلوث بهذه المواد المتعفنة ، بحيث تخرج منهم بدون شعور .

3- التيفوئيد والدوسنتاريا :
فهو يسبب العدوى بالحمى التيفوئيدية والدوسنتارية وغيرها من الأمراض الخبيثة التي تنقل عن طريق التلوث بالمواد البرازية المزودة بمختلف الجراثيم والعلل والأمراض .

4- الزهري :
وهو أحد ثمار الشذوذ الجنسي ، وقد عرف مع نهاية القرن الخامس عشر ميلادي ، وهو عادة لا يصيب إلا الإنسان دون سائر المخلوقات ، وتسببه جرثومة سمها (( تريبوينما بالديم )) وهي جرثومة صغيرة ودقيقة جداً ، بحيث لا ترى بالعين المجردة .

أما عن أسباب هذا المرض فإنه لا يوجد لهذا المرض الخطير سبب غير العلاقة الجنسية المحرمة ، والوطء في نكاح محرم غير صحيح ، ولا يمكن أن يحصل مطبقاً نتيجة وطء حلال .

أما أعراضه فنها ميظهر على شكل تقرحات على الأعضاء التناسلية ، ومنها مايكون داخلياً ، فيظهر على كبد المريض ، وأمعائه ، ومعدته ، وبعومه ، ورئتيه ، وخصيتيه .

وأما الآثار التي يتركها على قلب المريض ، وشرايينه ، وأعصابه ، فكبيرة ورهيبة ؛ فهو يسبب الشلل ، وتصلب الشرايين ، والعمى ، والذبحة الصدرية ، والتشوهات الجسمية ، وسرطان اللسان ، والسل .

وهذا المرض سريع العدوى ، وانتشاره في العالم - عامة- وفي أوربا وأمريكا – خاصة -0 يزداد ويتضاعف يوماً بعد يوم .

5- السيلان :
ويعد السيلان أكثر الأمراض الجنسية شيوعاً في العالم إذ يبلغ المصابين به سنوياً حسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 1975-250مليون شخص ، وأكثر الناس عرضة لهذا المرض هم الشاذون جنسياً ، ولقد أوضحت الدراسات الميدانية أن الشاذين جنسياً – وعددهم في الولايات المتحدة قد جاوز 18 مليوناً – هم أكثر الناس إصابة بالأمراض الجنسية .

ويعد السيلان من أكثر الأمراض المعدية انتشاراً في الوقت الحاضر وقد يصاب به 200-500 مليون شخص كل عام معظمهم في ريعان الشباب .

وهذا المرض يعرف بـ (( السيلان )) ويسمى في بعض البلاد العربية (( التعقيبة )) ، وفي بعضها الآخر (( الرَّدَّة )) .

وهذا المرض ينتقل نتيجة اتصال جنسي مباشر ، ونكاح في فرج محرم ، ولا يمكن أن ينتقل مطلقاً من عفيف إلى عفيفة .

وهذا المرض يحدث التهابات شديدة في الأعضاء التناسلية ، يصحبه قيح وصديد كريه الرائحة ، ويعد هذا المرض من أهم الأمراض التي تؤدي بالمصاب إلى العقم ، ويسبب أيضاً ضيق مجرى البول ، والتهاب القناة الشرجية ـ والتهاب الفم ، كما أن المريض يشعر بضيق وحرقان عند التبول ، وتحمر المنطقة المحيطة بفتحة القضيب نتيجة الالتهاب ، ويتقدم الالتهاب في الإحليل صعوداً ، حيث يصب عد 10-14 يوماً إلى نهايته المتاخمة للمثانة ، فتلتهب هي الأخرى ، فيزداد الحرقان ، وألم التبول ، ويصاحب ذلك صداع ، وحمى ، وإنهاك عام .

ويمكن لجرثومة هذا المرض أن تصل لأي مكان في الجسم عندما تدخل في الدورة الدموية ، وحينئذ تسبب التهاب الكبد ، والسحايا ، والتهابات أخرى في القلب وصماماته .

6- الهربس :
ومن تلك الأمراض الجنسية المخيفة مرض الهربس الذي فرض نفسه شبحاً مرعباً في نفوس أولئك الذين انغمسوا في العلاقات الجنسية المحرمة ، فلقد أوضح تقرير لوزارة الصحة الأمريكية أن الهربس لا علاج له حتى الآن وأنه يفوق في خطورته مرض السرطان .

ولقد واصل مرض الهربس زحفه إلى الأمام ، حتى تصدر قائمة الأمراض الجنسية .

وبلغ عدد المصابين به في الولايات المتحدة الأمريكية 20 مليون شخص ، وتقدر عدد الإصابة في بريطانيا بمائة ألف شخص سنوياً .

فما الهربس ؟ وما حقيقته ؟

إنه مرض حاد جداً يتميز بتقرحات شديدة حمراء اللون ، تكبر وتتكاثر بسرعة ، ويسببه فيروس ( هربس هومنس ) وينتقل هذا المرض بالاتصال الجنسي إلى الأعضاء التناسلية ، أو الفم عند الشاذين ، وتبدأ أعراضه عند الرجال بالشعور بالحكة ، فتتهيج المنطقة وتظهر البثور ، والتقرحات على مقدمة القضيب ، والقضيب نفسه ، وعلى منطقة الشرج عند الذين يلاط بهم .

وهذه البثور الصغيرة الحجم الكثيرة العدد يكبر حجمها ، ويزداد ألمها ، وتتآكل ، فتلتهب من البكتريا المحيطة ، فيزداد المرض تعقيداً ، ويخرج منه سائل يشبه البلازما ثم صديد ، وربما يمتد الالتهاب إلى الفخذ ، ومنطقة العانة ، فتتضخم الغدد اللمفاوية ، وتصبح مؤلمة جداً .

وأضرار الهربس لا تقف عند حد الأعضاء التناسلية فحسب ، بل إنها تتعدى ذلك إلى سائر أعضاء الجسم ، وله مضاعفات شديدة ، فقد ينتقل إلى الدماغ ، وإصابة الدماغ مميتة في أغلب الحالات أكثر من 90% .

ومما يؤكد خطورته أيضاً أنه لا يقتصر على الأعراض الجسدية البحتة ؛ إذ أن المرض يحدث أعراضاً نفسية وعصبية ربما تكون أخطر بكثير من الأمراض الأولى ، فلقد أجمع الأطباء على أن الآثار النفسية المدمرة لمرض الهربس أكثر بكثير من آثار المرض التي تتمثل في القروح والآلام الجسدية .

وهذا المرض ينتشر لدى الشاذين جنسياً (( ويذكر الدكتور مورس – أخصائي أمراض الهربس – أن نتيجة الدراسة التي قام بها في بريطانيا تشير إلى أن انتشار هذا المرض يزداد يوماً بعد يوم وأن أكثر الإصابات تقع بين الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 15-30 سنة ، وأن هذا المرض يتناسب طردياً مع الجنس وطرق ممارسته وازدياده في المجتمع بطرق غير صحيحة ، فيما يقل بالمقابل عند الذين يحبون العفاف ويسعون إليه )) .

ولا يوجد علاج فعال لهذا المرض ، ولكن يجب أن يحمى المريض من الاتهابات البكتيرية الثانوية ، مع استمرار فحص المصاب مدة ثلاثة أشهر بحثاً عن أمراض جنسية أخرى .

هذه نبذة يسيرة عن هذا المرض الفتاك .

7- الإيدز :
وما أدراك ما الإيدز ذك المرض الخطير الذي أصاب العالم – عموماً – والعالم الغربي –خصوصاً – بسببه موجةٌ من الذعر والخوف .

فلقد عرف هذا المرض حديثاً ، فأصبح يهدد إنسان الغرب وحضارة الغرب بالفناء .

وخطورة هذا المرض ترجع لأسباب عديدة منها :

أ- أن نسبة المصابين به ونسبة الوفيات به عالية جداً .

ب- الغموض المريع الذي يكتنفه ، لدرجة أن الأسئلة حوله كثيرة ومحيرة ، وإجابات المختصين عليها قليلة .

ج- قلة العلاج أو انعدامه بالكلية .

د- سرعة انتشار هذا المرض .

وكلمة (( إيدز )) هي عبارة للأحرف الأولى للكلمات التي يتكون منها اسم المرض بالإنجليزية ؟، ومعناه في العربية (( نقص المناعة المكتسب )) أو (( انهيار المناعة المكتسب )) ذلك أن الله عز وجل أودع جسم الإنسان مناعة تضاد وتكافح مختلف الأمراض التي تغزو الجسم ، فإذا ما أصيب الإنسان بمرض الإيدز فإنه لا يكاد يتحمل أدنى الأمراض ، وربما قضى عليه أقلها ضرراً ؛ إذ تنهار لدى المصاب بالإيدز وسائل الدفاع ، فيصبح نهبة سهلة لشتى الأمراض .

أما أكثرية المصابين بهذا المرض فقد ذكر المختصون أن نسبة 95% منهم هم ممن يمارسون اللواط ، وأن نسبة قليلة منهم هم من مرضى المخدرات .

كما ذكر المختصون أيضاً أن تسعة أعشار المصابين بالإيدز يموتون خلال ثلاث سنوات من بداية المرض .

أما عدد المصابين فإنه يزداد بشكل مستمر .

8- فيروس الحب :
وقبل أن يفيق العالم من هول الصدمة التي أحدثها الإيدز إذا بمرض جديد يحل بساحة الشذاذ ، وهذا المرض أشد افتراساً وأعظم وطأه من الإيدز ، بل إن الإيدز كما يؤكد الدكتور (( كينيث مور )) مكتشف هذا المرض يعد لعبة أطفال مقارنة بهذا المرض الجديد .

هذا وقد سماه الدكتور (( مور )) فيروس الحب أو مرض الحب .

أما أعراض هذا المرض فإنه بعد ستة أشهر من استلام الجسم لهذا الفيروس العجيب يمتلئ جسم المريض بأكمله بالبثور والقروح ، والتقيحات ، ويستمر نزيف المريض إلى أن يموت .

ويوقل الدكتور (( مور )) : إن الفيروس الجديد قد لا يستلمه الجسم بسهوله ، ولكن متى تغلغل في جسم الإنسان فإن العلوم الطبية العاصرة تقف تماماً عاجزة بإزائه .

وإن مما يجعل هذا الفيروس غير عادي أبداً هو أنه يستمر ساكناً ، ويبقى في حالة كمون تام ، وذلك إلى لحظة معينة هي لحظة جيشان الهرمونات التي تتوافق مع تهيج الجسم عند ممارسة الجنس .

وعند ذلك تدِبُّ الحياة في الفيروس ، وذلك بعد قضائه لفترة حضانة استمرت ستة أشهر .

أما انتقال هذا المرض فإنه ليس كغيره من الأمراض الجنسية التي لا تنتقل إلا عن طريق الدم والسوائل ، أو الممارسات الجنسية ، وإنما ينتقل بشتى الطرق ، حتى أنه يصيب الذين لا يمارسون الجنس أبداً ، وتبدوا طريقة انتشاره خفية نوعاً ما ، ولكن الدكتور مور يقول : إن انتشاره ربما يتم عن طريق انتقاله عبر الهواء ، وتنفسه بواسطة البشر ، حيث يستقر أولاً داخل الرئتين .

وفي ختام الحديث عن فيروس الحب نصل إلى نهاية الحديث عن أضرار اللواط .

فهذا شيء من أضراره ، وهذا جزء من آثاره ، أوبعد هذا يليق بعاقل أن يسلم قياده لنزوةٍ خاطئةٍ ، أو لذة عابرة ثم يدفع بعدها الثمن غالياً ؟!

ولكن :

إذا لم يكن للمرء عينٌ صحيحةٌ *** فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر

.:: سبل الوقاية والعلاج ::.

وبعد نهاية الحديث عن أضرار اللواط نصل إلى مربط الفرس وبيت القصيدة ، ألا وهو الحديث عن سبل الوقاية و العلاج ؛ وذلك أن أكثر من يقع في تلك الجريمة لا ينقصه معرفة حكم الإسلام فيها ، ولا معرفة الأضرار الناتجة عنها ، وإنما ينقصه معرفة كيفية العلاج من هذا الداء العضال ، وسبل الفكاك من تلك الشهوة الجامحة .

وفيما يلي سيتم الحديث عن بعض السبل المعينة على التخلص والوقاية من هذا البلاء ، والتي يجدر بمن ابتلي به أن يسلكها ، ويأخذ بها ؛ علَّ الله أن ينفعه بها .

فمن ذلك ، ما يلي :

1- التوبة النصوح :
فيا أيها المبتلى بهذا الداء اللهَ اللهَ بالتوبة النصوح ؛ فإن باب التوبة مفتوح ، وبروارق الأمل عليك تلوح .

فإياك أيها المتمرد أن يأخذك على غرة فإنه غيور ، وإذا أقمت على معصيته وهو يمدك بنعمته فاحذره فإنه لم يهملك ولكنه صبور وبشراك أيها التائب بمغفرته ورحمته فإنه غفور شكور .

فأقدم على غير هياب ولا متردد ، وإياك والتأجيلَ والتسويفَ ، والعم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، فإنك إن صدقت في توبتك ، وأنبت إلى ربك ، وتركت ما تهواه رغبةً في رضاه ، وخشيةً من سخطه وأليم عقابه فإنه سيقبلك ولن يخذلك ، واعلم بأن العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية .


2- الإخلاص لله عز وجل :
فالإخلاص لله عز وجل أنفع الأدوية ، فما أحرى بمن وقع في البلاء أن يلجأ إلى ربه بإخلاص وصدق ؛ فإنه إذا اخلص لله وفقه الله وأعانه وصرف عنه السوء والفحشاء ، قال سبحانه عن يوسف عليه السلام {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [سورة يوسف : 24] فأخبر سبحانه أنه صرف عن يوسفَ السوءَ من العشق ، والفحشاء من الفعل بإخلاصه ؛ فإن القلب إذا أُخلص وأَخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور ؛ فإنه إنما يتمكن من القلب الفارغ .

3- الصبر :
فالصبر خصلة محمودة ، وسجية مرغوبة ، عواقبه جميله ، وآثاره حميدة ، فهو علاج ناجح ، ودواء نافع فما أدر بمن ابتلي باللواط أن يترع بالصبر ويتدرع به ، وأن يتكلفه ويوطن نفسه عليه ، ويتجرع مرارته ليذوق حلاوته ، ومن ثم يصبح سجية وعادة له ، قال النبي صلى الله عليه وسلم (( ومن يتصبَّر يُصبره الله )) وما أجمل قول من قال :

والصبر مثل اسمه مرٌّ مذاقتُه *** لكن عواقبه أحلى من العسل

ثم إن الصبر على الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ؛ فإنها تورث ألماً وعقوبة ، وذلاً ، وحسرةً وندامة ، وتجلب هماً وغماً وحزناً وخوفاً .

4- مجاهدة النفس ومخالفة الهوى :
فمجاهدة النفس ومخالفة الهوى من أعظم الأسباب على ترك الفواحش والشرور ، والذي يجاهد نفسه في ذات الله عز وجل فليبشر بالخير والهداية قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [ سورة العنكبوت : 69] .
فعلى من وقع بتك الغعلة أن يقدع نفسه ، ويكفها عن شهواتها ، وإلا نزغة به إلى الغواية ، وقادته إلى شر غاية .

فالنفس طُلعة ومطالبها كثيرة ، ورغباتها لا تقف عن حد وصدق من قال :

والنفس إن أعطيتها مناها *** فاغرة نحو هواها فاها

ومن قال :
إذا المرء أعطى نفسه كلما اشتهت *** ولم ينهها تاقت إلى كل مطلب

ويقولون إن سليمان بن عبد الملك لم يقل بيت شعر قط إلا هذا البيت :

إذا أنت لم تعصِ الهوى قادك الهوى *** إلى بعض مافيه عليك مقال

ولو لم يأت الإنسان من مجاهدة نفسه ومخالفة هواه إلا أنه ينعتق من رقِّ الهوى وسلطان الشهوة ، وما أجمل ما قيل :

رب مستـور سبته شهوةٌ *** فتـعرَّى ستـره فانتهكا

صاحب الشهوة عبد فإذا *** غلب الشهوةَ أضحى ملكا

5- استشعار اطلاع الله عز وجل :
فالذي يمارس هذه الفعلة تجده يتوارى من أعين الناس فعليه والحالة هذه أن يستشعر إطلاع الرب جل وعلا عليه .

فإذا اعتقد هذا الشخص أن الله لا يراه – فهو كافر بالله – عز وجل .

وإن كان يعتقد بأن الله يراه وهو مع ذلك مستمر على فعل تلك الجريمة فلا شك أنه ممن قل حياؤه من الله ، وممن قل وقار الله في قلبه .

وإذا خلوت بريـبة في ظلمة *** والنفس داعيـة إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني

6- امتلاء القلب من محبة الله عز وجل :
وهذا من أعظم الفساد التي تقي من الفساد والانحراف ، فالذي يتعلق بالشهوات ويتيه في أودية الضلال لا شك أن قلبه خالٍ من محبة الله عز وجل .

فمن المتقرر أن في القلب فقراً ذاتياً ، وجوعة وشعثاً وفرقاً ، ولا يغني هذا القلب ، ولا يشبع جوعته ، ولا يلم شعثه ولا يسد خلته إلا محبة الله عز وجل وإخلاص العبادة له .

فإذا خلا القلب من محبة الله تناوشته الأخطار ، وتسلطت عليه سائر المحبوبات ، فشتته وفرقته وذهبت به كل مذهب .

فما أجدر بمن تعلق قلبه بالفاحشة ، وغدا بلُبِّه حب الصور المحرمة أن يفرغ قلبه من تلك المحبة المذمومة الفاسدة ، وأن يملأه بالمحبة الصالحة المحمودة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( فالقلب لا يصلح ، ولا يفلح ، ولا يتلذذ ، ولا يُسر ، ولا يطيب ، ولا يسكن ، ولا يطمئن ،إلا بعبادة ربه ، وحبِّه ، والإنابة إليه ، ولو حصل له كل ما يتلذذ به من المخلوقات لم يطمئنَّ ولم يسكن ؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه ، ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ، ومطلوبه .

وبذلك حصل له الفرح والسرور ،واللذة والنعمة ، والسكون والطمأنينة )) .

وخلاصة القول أن المؤمن إذا وضع نصب عينيه حب الله عز وجل ورضاه استحضر مراقبته في السر والعلن فإنه يستطيع بإذن الله أن ينتصر على جميع الوساوس والهواجس التي تعتلج في جوانحه ، والأشواق الغريزية التي تتأجج في أعماقه .
إذا تبين فالعاقل اللبيب لا يؤثر محبة ما يضره على محبة ما ينفعه .

7- المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين :
قال تعالى { إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ } [ سورة العنكبوت : 45] .

قال شيخ الإسلام رحمه الله (( فإن الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر ، وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله )) .

فكم في ترداد المسلم للمسجد من تزكية لنفسه ، وصلاح لقلبه ، وإصلاح لحاله .

8- الصوم :
فالصوم زيادة على ماله من الفضل وما فيه من الأجر فهو علاج نبوي ، يعين على محاربة الهوى ، وقمع النفس ، وكبح جماح الشهوة .

فالصوم يقوي الإرادة ويشحذ العزيمة ، ويعين على العفة وحصانة الفرج .

قال عليه الصلاة والسلام : (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء )) .

9- الإكثار من قراءة القرآن :
فالقرآن مأدبة الله في أرضه ، وهو الشفاء من كل داء ، وفي الهدى والنور والأنس والسرور ، فما أحرى بمن ابتلي بهذه الفاحشة أن يتداوى بالقرآن ، فيكثر من تلاوته ، وحفظه ، وتدبره ، وعقله ، حتى يصِحَّ بذلك عقله ، وتزكو نفسه .

10- الإكثار من ذكر الله :
فبذكر الله تطمئن القلوب ، وتسكن النفوس ، وبه يحصل الأنس ، وتُطرد الخواطر السيئة ، والإرادات الفاسدة ، فلا تنفذ إلى القلب ، ولا تجد إليه طريقاً .

فما أحرى بمن يريد السلامة لنفسه أن يداوم على ذكر الله ، وأن يجعل له ورداً يحافظ عليه ، عسى الله أن يحفظه به ، ويحصنه من الوساوس والخطرات الرديئة .

11- احفظ الله يحفظك :
وبالجملة فمن حفظ الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه حفظه الله من شر شياطين الإنس والجن ، ومن نفسه الأمارة بالسوء ، وحفظ عليه دينه وعفته ومروءته وشرفه ؛ فالجزاء من جنس العمل .

12- المبادرة بالزواج :
فما أجدر بالشاب وبمن ابتلي بهذا الأمر أن يسعى للزاوج ، وأن يبذل مستطاعه في هذا السبيل ، حتى يحصن فرجه ، ويغض بصره ، ويعينه الله إذا سعى في ذلك .

13- تذكر الحور العين :
اللاتي هن كاللؤلؤ المكنون ، واللاتي أعدهن الله لعباده الصالحين الذين آثروا الباقي على الفاني ، واشتروا الآخرة بالدنيا .

14- غض البصر :
فمن غض بصره أراح قلبه ، وأطاع ربه ن وسلم من تبعات إطلاق البصر ، ونجا من التعلق بحب الصور ، وقد قيل : (( إن حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات )) .

ثم إن غض البصر يورث أنساً بالله ، وقوةً في القلب وفرحاً في النفس ، كما أن إطلاقه يضعف القلب ويحزنه .

وغض البصر أيضاً يورث القلب نوراً وشجاعة وثباتاً وفراسة صادقة ، كما أنه يسد على الشطان مدخله من القلب .

15- البعد عن المعشوق المحبوب :
فمن أنجح السب ، وأنفع الأدوية للتخلص من هذا الداء العضال ، أن يبتعد المبتلى عن معشوقه ، ومن يحرك كوامن الشهوة فيه ، بحيث لا يراه ولا يسمع كلامه ؛ فالإبتعاد عنه وصرمه وتجرع غصص الهجر ، أهون بكثير من الاسترسال معه والزلفى منه ؛ فالبعد جفاء ، والقرب بلاء وشقاء ؛ فالقرب يضرم نار الوجد بين الجوانح ، قال المجنون :

تزودت من ليلى بتكليم ساعةٍ *** فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها

فالبعد والتسلي واليأس وقطع الأمل يفيد في علاج هذا الأمر ؛ فكل بعيد عن البدن يؤثر بعده في القلب ، فليصبر على مضض الشوق في بداية الأمر صبر المصاب في بداية مصيبته ، ثم إن مر الأيام يهون ذلك ، قال زهير بن الحباب الكلبي :

إذا ما شئت أن تسلو حبيباً *** فأكثر دونه عدد الليـالي

فما سلى حبيبك غير نأيٍ *** ولا أبلى جديدك كابتذال

16- البعد عن المثيرات عموماً :
فما أجدر بك أيها المبتلى ويا من يريد السلامة من هذا البلاء ، أن تبتعد عن جميع المثيرات التي تحرك فيك كوامن الشهوة ، وتدعوك إلى فعل الفاحشة ، فتبتعد عن الاختلاط بالنساء ، والمردان ، وعن مشاهدة الأفلام الخليعة ، وسماع الأغاني الماجنة ، وتقطعَ الصلة بمن يذكرك بالفاحشة ، فتتلف ما عندك من أشرطة ، وأفلام ، وصور ، ورسائل ، حتى لا تَضعف نفسُك برؤيتها .

ومن ذلك أيضاً تجنب الأطعمة التي تحتوي على بهارات وتوابل ؛ لكونها مثيرة ومهيجة . ومن ذلك تجنب الأماكن التي تذكرك بهذا العمل ؛ فالشيء إذا قطعت أسبابه التي تمده زال واضمحل .

17- الاشتغال بما ينفع وتجنب الوحدة والفراغ :
لأن العشق شغل الفارغ ، وما كن العشق إلا لأرعن بطالٍ ، فإذا تشاغل بما يوجب اشتغال القلب بغير المحبوب ، درس الحب ، ودثر العشق ، وحصل التناسي .

فبدل أن يجلس المرء وحيداً مسترسلاً مع أوهامه وجنوحاته – عليه – أن يشغل نفسه بما يعود عليه بالنفع ، أو بما يشغله على الأقل عما يضره ، فيشتغل بطلب العلم ، ومذاكرة الدروس ، وزيارة الأقارب ، وقضاء حوائج المنزل ، أو أن يلتحق بحلق تحفيظ القرآن الكريم ، والمراكز الصيفية .

أو أن يشتغل بالأمور بالأمور المباحة كالبيع والشراء وغير ذلك .

18 دفع الوساوس الشيطانية و الخواطر السيئة :
فعلى المرء المبتلى أن يدفع تلك الوساوس والخواطر التي يلقيها الشيطان في رُوعه ، وألا يسترسل معها وإلا قادته إلا الهلكات .

19- تقوية الإرادة وترك اليأس والقنوط :
فعلى من ابتلي بهذا البلاء ألا يستسلم لليأس والقنوط بل عليه أن يقوي إرادته ،

ويشحذ عزيمته ، ويصحو من رقدته ، ويدرك أن هذا العمل ليس ضربة لازب تزول ، ولا وصمة عار لا تنمحي ، بل عليه أن يدرك أن الإصلاح ممكن ، والتغيير وارد ، فما عليه إلا أن يأخذ بالأسباب ، ويغير ما بنفسه ، ويحسن ظنه بربه .

20- علو الهمة :
فعلو الهمة يستلزم الجد والإباء ، ونشدان المعالي وتطلاب الكمال ، والترفع عن الصغائر والدنايا ومحقرات الأمور .

والهمة العالية لا تزال بصاحبها تضربه بسياط اللوم والتأنيب ، وتزجره عن مواقف الذل واكتساب لرذائل وحرمان الفضائل ، حتى ترفعه من أدنى الحضيض إلى أعلى مقامات المجد والسؤدد .

فمن لم تكن له همةٌ أبيةٌ لم يكد يتخلص من هذه البلية ؛ فإن 1ا الهمة يأنف أن يملك رقَّه شيءٌ ، وما زال الهوى يذل أهل العز .

فأين هذا الذي يطلق العنان لشهواته ، ويرسف في أغلال رغباته من الإمام الشافعي رحمه الله الذي يقول : (( لو علمت أن الماء البارد يثلم مروءتي لما شربته ))فعلو الهمة مما يُفتخر به ، وسفول الهمة مما يعاب ويذم به .

قال منصور الهروي :
خلقت أبيَّ النفس لا أتبع الهـوى *** ولا أستَقي إلا من المشرب الأصفى
ولا أحمل الأثقال في طلب العلا *** ولا ابتغـي معروف من سامحني خسفا
ولا أتحرى العـز فيما يـذلني *** ولا أخطِب الأعمال كي لا أرى صرفا
ولست على طبع الذباب متى يُذَذ *** عن الشيء يسقط فيه وهو يرى الحتفا

إذا كان الأمر كذلك – فما أحرى – بمن ابتلي بهذا الداء أن يعلي همته ، وأن يأنف هذا الذل الذي لا يحتمله ذو مروءة ، أما من لا يأنف الذل ، وينقاد لموافقة هواه فذاك خارج عن المتميزين وصدق من قال :

إذا ما علا المرء نال العلا *** ويقنع بالدون من كان دونا

21- الحذر من العلاجات الغريبة :
فهناك من إذا وقع في البلاء وأراد التخلص منه ، يعمد إلى استخدام علاجات غريبة ، ومن ذلك استخدام النذر ، الإيمان المغلظة بأن لا يعود ، فتجد بعضهم – مثلاً – ينذر صيام خمسة أشهر أو إنفاق آلاف الريالات ، وقد ينفع ذلك في بداية الأمر ؛ لما فيه من تعظيم اليمين ، أو الخشية من لزوم النذر .

ولكن لا تلبث الشهوة أن تلقي بثقلها عليه ، فتهزم نفسه ، وتُنقض نذوره ، وأَيمانه ، فيقع في مستنقع الرذيلة الآسن .

وهناك من يلجأ إلى تناول الأدوية المسكنة للشهوة دون استشارة الطبيب ، مما يجعله يتعرض لمخاطر طبية وجسدية .

ألا فليحذر العاقل هذه العلاجات ؛ فله في غيرها سعة ومندوحة .

22- الحياء :
فالحياء كله خير ، والحياء لا يأتي إلا بخير ، والحياء خلق الإسلام ، والحياء شعبة من شعب الإيمان .

والحياء خلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيح ، فإذا تحلى المرء به انبعث إلى فعل الافضائل وترك الرذائل .

فما أجدر بمن وقع في هذا البلاء أن يتحلى بالحياء ، وأن يسعى في اكتسابه ، ومن الأمور المعينة على اكتساب الحياء ما يلي :

أ - قراءة سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم - .
ب- قراءة سير الصحابة رضي الله عنهم وسير أهل الحياء عموماً .

ج – تذكر الثمرات الجميلة المترتبة على حياء ، وتذكر العواقب الوخيمة المترتبة على قلة الحياء .
د – الإمساك عما تقتضيه قلة الحياء من قول أو عمل .
هـ - مجالسة أهل الحياء ، ومجانبة أهل الوقاحة .
و – تكلف الحياء مرة بعد أخرى حتى يصبح سجية في الإنسان .

وإذا كان الحياء مطلوباً من كل أحد فهو من الصبيان الأحداث أولى وأحرى ، قال وهب بن مُنِّبهٍ رحمه الله : (( إذا كان في الصبي خصلتان : الحياء والرهبة رجي خيره )) وقال الأصمعي رحمه الله : (( من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه )) فاللهَ اللهَ أخا الإسلام بالحياء ، وليكن حليتك وزينتك ، واعلم أن معيار رجولتك ليس بكثرة الاختلاط ، ولا بإطلاق اللسان بسيئ العبارات ، وإنما معيارها حياؤك وأدبك وسمتك ووقارك .

23- الحرص على الستر والعفاف والبعد عن التكشف والتعري :
خصوصاً للأحداث في السن ؛ لأن ذلك مدعاة لفتنة الآخرين ، وتسلط الساقطين ، فما أجدر بك أخي الشاب أن تحرص على الستر والعفاف ، سواءً في الرياضة أو غيرها ، فالعورة عورة في الرياضة وغيرها .

24- الاعتدال في التجمل وترك المبالغة فيه خصوصاً من الأحداث :
فينبغي للأحداث أن يعتدلوا في التجمل ويتركوا المبالغة فيه ، فلا يليق بهم أن يبالغوا في الطيب ، ولا أن يبسوا الملابس الفارهة أو الضيقة ، كما يجدر بهم أن يترفعوا عن تقليد الكفار ، والتشبه بالنساء . وألا يكون همهم الأول الاهتمام بتسريح الشعر وتصفيف الطُرر ، وصرف الهمة للتأنق في الملبس ؛ حتى لا يتسببوا في فتنة الآخرين ؛ وليسلموا من شر المجرمين الذين يكيدون لهم ، ويتربصون بهم الدوائر .

25- الإقلال من المزاح :
فيجدر بالأحداث ألا يكثروا من المزاح ، وألا يمازحوا كل من هب ودب ؛ لأن كثرة المزاح تذهب بالمروءة وتسقط الهيبة وتجرئ السفهاء ، وما أجمل ما قيل : فإياك إياك المزاحَ فإنه *** يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا

ويذهب ماء الوجه بعد بهائه *** ويورثه من بعد عزته ذلا

وإذا أراد الإنسان المزاح فليكن مع الأصحاب الطيبين ، وليكن أيضاً بأدب واعتدال .

لا تمزحن وإذا مزحت فلا يكن *** مزحاً تضاف به إلى سوء الأدب


26- محاسبة النفس :
فمن العلاجات النافعة أن يقف المبتلى بهذه الفاحشة مع نسه سواءً كان صغيراً أو كبيراً ، فاعلاً أو مفعولاً به .

فإن كان كبيراً فليسأل نفسه : ماذا أنتظر ؟ وإلى متى سأستمر ؟ أأنتظر عقوبة الله أن تحل بساحتي بعدما بلغت من الكبر عتياً ؟ أم انتظر الموت يهجم عليّ بكرة أو عشياً .

وإن كان صغيراً فليفكر في حاله ومآله فهل سيعمر طويلاً ؟ أم هل سيأتيه الموت وهو في عز شبابه مصراً على هذه الجريمة ؟ وإن قدر له العيش فهل سيستمر على هذا العمل ؟ وهل سيضيع زهرة شبابه في هذه الرذائل ؟

وكيف سيواجه الحياة بتلك النفسية المريضة ؟ وهل سيتزوج ؟ ومن الذي سيعطيه ؟ وما مصير هذه الزوجة إن قدر له الزواج ؟ وما مصير الأولاد إن قدر له أولاد ؟

وليسأل كل واحدٍ منهم نفسه هل هو في مأمن من الفضيحة ؟

أم هو في مأمن من الأمراض المستعصية التي تقلب عليه الحياة جحيماً ملهباً ؟ وهل سيكون معول هدمٍ لمجتمعه ؟ وسبباً لحلول اللعنة ونزول العقوبة ؟

ثم ما موقفه يوم العرض الأكبر على الله ؟ يوم تبلى السرائر لا تخفى منهم خافية ؟ فلعل هذه التساؤلات تقصرهم عن الاسترسال في الشهوات .

27- النظر في العواقب :
وذلك بأن يدرك أن هذه الشهوة الخاطئة والنزوة العابرة سيعقبها حسرة وندامة وخزي وعار وذلة وشنار ، وأن عِذابها سيصير عذاباً ن فتذهب اللذات وتبقى التبعات ، وتذهب الشهوة وتبقى الشقوة .

تفنى اللذاذات ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعار

تبقى عواقب سوء في مغبتها *** لا خير في لذةٍ من بعدها النار

28- ومن العلاجات أن يدرك المبتلى أن هذه الشهوة لن تقف عند حد :
فهي كمرض الجرب ، كلما زاد الإنسان في حكه كلما ازداد عليه الداء ، والعكس بالعكس . أضف إلى ذلك أن هذا المبتلى لن يقر له قرار ، ولن يهدأ ل بال ، ولن تقضى له لبانة ؛ لأنه كلما ظفر بمأرب تاقت نفسه إلى غيره ، فيقضي العمر في تعبٍ وعناء ، ونصب وشقاء .
وصدق من قال :
وإنك مهما تعط بطنك سؤله *** وفرجك نالا منتهى الذل أجمعا

29- مجالسة الأخيار ومجانبة الأشرار :
فمجالسة الأخيار من أهل العلم والفضل والزهد والعبادة ، تحيي القلب ، وتشرح الصدر ، وتنير الفكر ، ومجانبة الأشرار سلامة للدين والعرض .

30- عيادة المرضى ، وتشييع الجنائز ، وزيارة القبور، والنظر إلى الموتى ، والتفكر في الموت وما بعده ؛ فإن ذلك يطفئ نيران الشهوة .

31- عدم الاستسلام للتهديد ، والإبلاغ عمن هدَّدَ :

فينبغي لمن هُدد في عرضه ، وأريد منه أن يمكن من نفسه – ألا يستسلم – للتهديد ، وألا يصيخ السمع للوعيد ، بل عليه أن يتشجع ويدرك أن هؤلاء الخفافيش الأنذال جبناء أذلاء ؛ فبمجرد شعورهم بقوة ذلك الشخص ورجولته فإنهم سرعان ما يتوارون .

كما ينبغي لمن هُدد وأعيته الحيلة أن يعلم أن أباهُ وأخاهُ الأكبر ، أو من يثق به من المدرسين أو الأخيار أو غيرهم ؛ حتى يعينوه على هؤلاء الأشرار .

وليحذر كل الحذر من أن يستسلم لهم وينقاد لتهديدهم ، وإلا فسيجعلوه كالنعل يلبسونه كيف شاءوا متى شاءوا .

32- قراء القصص في العفة ، وقصص التائبين :
ففيها العبرة والترغيب في الفضيلة ، وفيها التنفير والترهيب من الرذيلة .

33- سماع الأشرطة الإسلامية النافعة :
ففيها العمل النافع ، والموعظة الموقظة ، والقصة المؤثرة ، بدلاً من سماع الأغاني الماجنة التي تهيج الغرائز وتحرك الكوامن .

34- عرض الحال على من يعين :
فمن الأدوية النافعة أن يعرض المبتلى حاله على من يتوسم فيه الخير والصلاح والعلم ، ممن لديهم اهتمامات بالشباب وأوضاعهم ؛ لعله يجد عندهم حلاً يخرجه من مأزقه ، ويعيده إلى رشده .

ومن ذلك أيضاً أن يعرض حاله على طبيب مختص ، فقد يدله على علاج نافع ، أو على طريقة معينة تعينه على كبح جماحه .
35- الدعاء :
فمن أكبر الأدوية التي تعين على التخلص من هذا البلاء الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل لا سيما في الأوقات والأحوال والأوضاع التي هي مظنة إجابة الدعاء ، كالدعاء بين الأذان والإقامة ، وفي ثلث الليل الأخير ، وفي السجود ، وفي آخر ساعة من الجمعة وغير ذلك من مظان إجابة الدعاء .

وأخيراً نسأل الله بمنه وكرمه أن يهدي شبابنا ، وأن يعيدهم إلى رشدهم ، وأن يجعلهم شجىً في حلوق الكافرين ، وقرة عين لوالديهم وللمسلمين ، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير ، والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

BAB I
PENDAHULUAN

A. Latar Belakang
Dalam fatwa-fatwa lembaga keagamaan di Indonesia terkait dengan masalah pidana maupun perdata sangat berpengaruh dalam masalah-masalah yang kontemporer. Oleh karena itu banyak pertimbangan di sebuah fatwa baik dalam merevisi beberape ketentuan ataupun peraturan perundang-undangan untuk menegakan kemaslahatn umum dan mencegah maraknya suatu tindak pidana yang dikarenakan kesulitan pembuktian material.
Sejauh ini bangsa Indonesia membutuhkan pemimpin yang berwawasan Islam, mampu menunjukan bahwa Islam rahmatallilalamin agar tidak menjadi sasaran kejelekan dari oknum masyarakat. Dalam makalah ini penulis sedikit memaparkan fatwa kelembagaan (MUI, NU, Muhamadiyah) terkait denga masalah piadanaIslam dalam konteks NKRI, terorisme, asas pembuktian terbalik dan hukuman mati atas tindak pidana tertentu.
B. Rumusan Masalah
1. Fatwa Kelembagaan Indonesia terkait Terorisme?
2. Fatwa Kelembagaan Indonesia tentang tindak pidana asas pembuktian terbaik?
3. Fatwa Kelembagaan Indonesia tekait dengan hukuman mati atas tindak pidana tertentu?


BAB II
PEMBAHASAN
A. Fatwa Kelembagaan Indonesia terkait Terorisme
Terorisme yang terjadi di berbagai Negara khususnya di Negara kita ini sangat meresahkan dan banyak menimbulkan korban harta dan jiwa serta rasa tidak aman dikalangan masyarakat. Tindakan terorisme terjadi bebe-rapa persepsi: sebagian mengang-gapnya sebagai ajaran agama Islam, dan karena itu, ajaran agama Islam dan umat Islam harus diwaspadai sedang sebagian yang lain menganggapnya sebagai jihad yang diajarkan oleh Islam dan karenanya harus dilaksanakan walaupun harus dengan menanggung resiko terhadap harta dan jiwa sendiri maupun orang lain.
Lembaga keagamaan Indonesia yaitu Majelis Ulama Indonesia (MUI) mengeluarkan fatwa yaitu hasil ijtima’ Ulama Komisi Fatwa se-Indone-sia pada tanggal 22 Syawwal 1424 H./16 Desember 2003 telah menfatwakan tentang Terorisme. Dengan menimbang, mengingat dan memperhatikan beberapa alasan MUI memutuskan mengeluarkan fatwa haram terhadap terorisme. Menurut KH. Ma'ruf Amin (Ketua Majelis Ulama Indonesia) berkata: "Kita juga telah mengeluarkan fatwa haram terhadap terorisme " ujarnya. Kemudian ia menambahkan, pihak pihaknya tidak ingin pemberantasan terorisme justru memojokan umat Islam, yang justru menambah masalah baru. Karena terorisme tidaklah identik dengan Islam. Terorisme juga bukanlah jihad, dan pihaknya telah mengeluarkan fatwa haram terhadap terorisme dikarenakan menimbulakn kerusakan, ketakutan dan sasaran tidak jelas," ujarnya. Kemudian adanya peningkatan aktivitas teroris akhir-akhir ini perlu diwaspadai. Namun, dalam teknis pengungkapannya, ia mengharapkan pengejaran dan pemberantasan yang dilakukan aparat tidak menstigmanisasi Islam. Ia sependapat dengan Presiden Susilo Bambang Yudhoyono untuk melakukan tindakan tegas terhadap para teroris. Namun, ia menegaskan jangan asaln tangkap dan membuat seolah-olah mendiskreditkan Islam.
Terorisme telah memenuhi unsur tindak pidana (jarimah) hirabah dalam khazanah fiqih Islam. Para fuqaha mendefinisikan al-muharib (pelaku hirabah) dengan:
“Orang yang mengangkat senjata melawan orang banyak dan menakut-nakuti mereka (menimbul-kan rasa takut di kalangan masyarakat).” Keputusan Ijtima Ulama Komisi Fatwa se-Indonesia tentang Fatwa Terorisme, tanggal 22 Syawwal 1424/16 Desem-ber 2003. Keputusan Rapat Komisi Fatwa MUI, tanggal 05 Dzulhijjah 1424/24 Januari 2004.
Prof. Azumardi Azra, Gurubesar Univ. Islam Negeri Syarif Hidayatullah,(18/02/2010) memberi saran kepada Muhammadiyah agar di masa mendatang perlu mengembangkan dakwah yang lebih personal. Dalam Seminar Peran Muhammadiyah dalam Perkembangan Global di kampus Univ. Muhammadiyah Jakarta, Azumardi menerangkan bahwa perlunya dakwah yang lebih personal ini penting karena bisa mengantisipasi gejala berkembangnya radikalisasi dalam anak muda Islam dan juga perkembangan masalah baru seperti adanya anak-anak yang kabur dari rumah karena kenal dengan seseorang di jejaring sosial seperti Facebook.
Azumardi menerangkan bahwa sebenarnya strategi dakwah Muhammadiyah dengan dengan dakwah lisan maupun dengan amal usaha sudah cukup berhasil, namun dakwah yang lebih personal seharusnya menjadi perhatian. “Anak-anak muda yang direkrut oleh jaringan radikal mengalami pendekatan secara personal, mereka mengalami konversi hingga cuci otak tentang pengertian jihad menurut mereka.” terang Azumardi. “Dalam kasus Ritz Carton dan Mariot parapelaku cenderung masih muda.” lanjutnya.
Menurut Azumardi, dakwah Muhammadiyah terlalu impersonal, perlu lebih personal, sehingga semangat kedekatannya lebih diperkuat lagi, Teroris dari kalangan Muhammadiyah. Lebih lanjut Azumardi mengingatkan bahwa pelaku terorisme di Indonesia, cukup banyak yang punya latar belakang Muhammadiyah. “Orang-orang lamongan itu latarbelakangnya Muhammadiyah, ini perlu diantisipasi.” katanya. Menurutnya organisasi seperti Muhammadiyah terlalu besar untuk diganggu oleh elemen-elemen radikal tersebut” lanjutnya.
Munculnya kecenderungan keras dari warga Muhammadiyah tersebut karena Muhammadiyah menurut Azumardi pada dasarnya adalah Salafi. “Namun Salafinya Muhammadiyah berbeda dengan salafi-salafi yang lain, karena adaptif dengan pemikiran-pemikiran modern, sehingga ada panti asuhan, lembaga pendidikan dan sebagainya” terangnya. “Makanya salafinya lebih lunak” lanjutnya.
Menurut Azumardi, ketika ada wacana kebangkitan Islam sekarang,ada orang-orang Muhammadiyah yang cenderung menjadi lebih keras. “Saya usul kepada Rektor seperti UMJ ini, agar auditorium ini diberi hiasan, seperti kaligrafi, karena dengan adanya seni, bisa lebih lunak.” usulnya. “ Hal-hal yang bersifat seni perlu dikenalkan di lembaga Muhammadiyah, agar tidak terlalu keras, agar tidak menjadi kering keagamaannya.” pungkasnya.
Kemudian Nahdlatul Ulama menuturkan minta jauhkan agama dari terosrisme. Persoalan terorisme menjadi salah satu perhatian dalam muktamar NU ke-23 di Makasar. Komisi Rekomendasi mengeluarkan sejumlah point penting terkait isu terorisme, diantaranya meminta Negara dan kelompok masyarakat untuk menjaga agama agar tidak di bajak terorisme yang mengatasnamakan agama. Menurut ketua tim rekomendasi, KH. Masykuri Abdillah, ada setigma yang cukup menyakitkan yang mengaitkan terorisme dengan Islam. Ia mengatakan, untuk memerangi ideology yang berbeda salah satu langkah yang ditempuh adalah tetap memegang teguh ideology bangsa yakni Negara Kesatuan Republik Indonesia (NKRI).
Prinsipnya, memberantas terorisme ada du macam. Pertama, secara cultural dengan memerangi ideologi dan pemahaman yang salah. Kedua, memerangi secara fisik dengan penegakan hokum oleh aparat, yakni TNI dan POLRI, cetus masykuri di makasar.
Diakui sebagian dari kelompok-kelompok konservasi radikal, sebenarnya dipengaruhi oleh gerakan transnasional. Kelompok-kelompok tersebut, menurutnya telah mengarah pada sikap tidak toleran, kekrasan dan ekstrimisme, bahkan mengarah terorisme dengan legitimasi jihad. Penyebaranya tersebut banyak melului berbagi cara. Tidak hanya melalui mesjid-mesjid, namun juga melalui jalur pendidikan formal.
Terkait dengan hal tersebut, Muktamar NU merekomendasikan agar pemegang otoritas, seperti para tokoh agama, mubaligh dan tokoh pendidik untuk lebih menyadari bahaya berkembangnya paham Islam Radikal terhadap kehidupan bangsa.
Selanjutnya pada harian Republika Senin, 27 September 2010 terjadi aksi perampokan oleh teroris. Disini Muhamadiyah dan NU mengecam aksi perampokan tersebut. Pimpinan Pusat Muhammadiyah menyatakan tindakan merampok dengan mengatasnamakan Islam yang dilakukan oleh teroris bertentangan dengan Islam. Tindakan tersebut menggunakan Islam sebagai kedok padahal aksi tersebut adalah murni kriminal.
Menurut Ketua PP Muhammadiyah bidang Tarjih, Tajdid dan Pemikiran Agama, Yunahar Ilyas, teroris yang menyalahgunakan nama agama sama sekali tidak sesuai Islam. ''Apapun alasannya tetap saja kriminal dan tak ada kaitannnya dengan Islam,'' kata dia kepada Republika, Senin 27 September 2010. Yunahar mengatakan, anggapan teroris bahwa harta yang mereka rampok adalah fa'i atau harta rampasan tidak benar. Sebab, Harta fa'i adalah harta yang diperoleh dalam kondisi benar-banar berperang. Demikian pula pendapat mereka yang mengatakan negara Indonesia bukan darul Islam sehingga boleh merampas harta siapapun.
Akan tetapi, Indonesia adalah negara umat Muslim karena 80 persen penduduknya beragama Islam sehingga tak boleh berbuat makar. Yunahar menjelaskan, metode dan cara yang digunakan oleh teroris bertentangan dengan prinsip-prinsip dasar agama. Sebab, ada tiga hal yang menjadi ukuran suatu tindakan dikategorikan aktivitas Islami yaitu niat, cara, dan pelaksanaan yang baik.
Ketiga hal tersebut harus berada dalam koridor syar'i jika keluar dari tuntunan agama maka dianggap tak Islami. Sekalipun niat benar misalnya, tetapi ditempuh dengan cara dan pelaksanaan yang salah maka tetap salah.
Oleh karena itu, ungkap Yunahar, pemerintah perlu melakukan penanganan yang komprehensif, jujur, dan tak punya kepentingan menyudutkan suatu kelompok. Di antaranya, pemerintah harus mencari akar pemikiran menyimpang para teroris dan melakukan upaya preventif. Sebab, penanganan yang parsial dan tak menyeluruh tak akan menyelesaikan masalah. ''Obati akar penyakit jangan hanya mengobati luarannya saja,'' kata dia.
Hal senada diungkapkan oleh Ketua Umum Pengurus Besar Nahdlatul Ulama (PBNU), Said Aqil Siradj. pemerintah dituntut melakukan pengusutan secara tuntas dan meneggakan hukum bagi yang terbukti bersalah. Sebab, tindakan terorisme yang mengatasnamakan Islam tak terkecuali aksi merampok bank merusak citra luhur Islam. Agama Islam tak pernah membenarkan aksi terorisme apalagi merampok dan mencuri harta orang lain. ''Tidak sah sekalipun jihad ditempuh dengan mengambil hak orang lain,'' kata dia.
B. Fatwa Kelembagaan Indonesia tentang Tindak Pidana Asas Pembuktian Terbaik
Fatwa MUI tentang penerapan asas pembuktian terbalik pada dasaranya, seseorang terbebas dari dakwaan perbuatan salah sampai adanya pengakuan atau bukti-bukti lain yang menunjukan bahwa seseorang tersebut bersalah. Dengan demikian, fiqh Islam menganut asas praduga tak bersalah dalam hukum. Kewajiban pembuktian dibebankan kepada penyidik dan penuntut, sedang sumpah bagi orang yang mengingkarinya.
Pada kasus hukum tertentu, seperti penguasaan kekayaan seseorang yang diduga tidak sah, dimungkinkan penerapan asas pembuktian terbalik jika ditemukan indikasi tindak pidana, sehingga pembuktian atas ketidakbenaran tuduhan dibebankan kepada terdakwa.
Rekomendasi MUI, perlu dipertimbangkan untuk merevisi bebrapa ketentuan peraturan perundang-undangan, agar dimungkinkan adanya system pembuktian terbalik untuk menegakan kemaslahatan umum dan mencegah maraknya tindak pidana akibat kesulitan pembuktian material. Para penegak hukum juga diharapkan dapat menangani dan mengadili perkara korupsi sekalipun hanya menggunakan pendekatan pembuktian terbalik.
Muhamadiyah prihatin dengan pelemahan lembaga hukum. Muhamadiyah pakai pembuktian terbalik, sejumlah rekomendasi dikeluarkan dalam sidang pleno Muktamar ke-46 Muhammadiyah menyikapi perkembangan masyarakat. Maraknya praktik korupsi di hampir semua Uni kehidupan masyarakat dalam bentuk yang semakin canggih, seperti makelar kasus dan makelar pajak menjadi salah satu sorotan 1 peserta muktamar.
Oleh karena itu, segenap mukta-mirin sepakat perlunya cara-cara yang luar biasa untuk memberantas praktik korupsi. "Sudah saatnya kita menerapkan asas pembuktian terbalik. Sejauh ini pembuktian terbalik belum diatur dalam UU. Tapi, jika ada kemauan besar, bisa saja pembuktian terbalik diberlakukan tanpa bertentangan dengan konstitusi," kata Ketua Umum PP Muhammadiyah Din Syamsuddin, usai rapat pleno komisi muktamar di UMY.
Muhammadiyah menilai pembuktian terbalik sebagai cara terbaik dalam pemberantasan korupsi. Penegak hukum pun diminta bersifat proaktif untuk memanggil siapa saja yang .diduga korupsi dengan, verifikasi harta kekayaan. Namun, agar lebih efektif, kata Din, perlu dibarengi dengan reformasi lembaga hukum baik Kejaksaan Agung maupun Kepolisian RI.
Korupsi adalah sebuah dosa besar, Ketua Umum PP Muhammadiyah Din Siradjuddin Syamsuddin bahkan menyatakan, korupsi adalah syirik modern karena tidak lagi meyakini Allah sebagai Tuhan, tetapi menjadikan uang sebagai sumber kekuatan, the power of money.
Dalam syariat Islam, tindakan syirik merupakan perbuatan yang tidak dimaafkan oleh Allah subhanahu wata ‘ala. Bila dipandang korupsi adalah bentuk dari perbuatan syirik, maka jelas para koruptor itu sejajar dengan kaum musyrik. Koruptor akan dilaknat oleh Tuhan, seperti tersurat dalam sebuah hadits Nabi Muhammad sholallahu ‘alaihi wasallam, “Allah melaknat orang yang melakukan suap (risywah) dan menerima suap” (Hadits Riwayat Ibnu Majah).
Sementara NU mengetengahkan pandangan bahwa korupsi itu sama dengan pencurian. Sebuah hadits mengatakan, “Mencuri tidak mungkin dilakukan dalam keadaan beriman.” Kata kafara (korupsi) bisa berarti mencuri. Ketika hadits itu memaksudkan bahwa tidak mungkin orang yang beriman melakukan pencurian, dalam hal ini korupsi, bisa diartikan bahwa ketika orang melakukan korupsi, maka hatinya tertutup, sehingga Allah pun dilupakan.
Lalu, bagaimana korupsi itu diberantas? Dijelaskan dalam buku itu, Islam telah mengajarkan asas pembuktian terbalik sebagai salah satu alternatif untuk memberantas korupsi. Padahal, paradigma ini sekarang sedang menjadi perdebatan alot di ranah hukum positif, meskipun Musyawarah Nasional Majelis Ulama Indonesia (Munas MUI) di Jakarta baru-baru ini telah merekomendasikan penggunaan asas pembuktian terbalik itu dalam upaya pemberantasan korupsi.
Pembuktian terbalik pernah terjadi ketika Khalifah Umar Bin Khaththab meminta Abu Hurairah menjelaskan asal-usul harta yang diperolehnya saat menjabat Gubernur Bahrain. Nukilan kisah Umar Bin Khaththab itu sebagai tersebut:
Ketika Abu Hurairah menghadap Umar bin Khaththab setelah kembali dari Bahrain, dia membawa 400.000 dinar. Kemudian Umar bertanya: “Apakah engkau menzalimi seseorang?” Abu Hurairah menjawab: “Tidak!” Umar bertanya: “Apakah engkau mengambil sesuatu yang bukan hakmu?” Abu Hurairah menjawab: “Tidak!” Umar kembali bertanya: “Berapa yang telah engkau ambil?” Abu Hurairah menjawab: “20.000!” Umar bertanya: “Dari mana engkau memperolehnya?” Abu Hurairah menjawab: “Saya berdagang!” Umar berkata: “Hitung modal pokokmu dan penghasilanmu. Ambil dan kembalikan sisanya ke Baitul Maal!”
Di kalangan NU juga ada aturan menarik mengenai agenda pemberantasan korupsi di Indonesia. NU berpendapat, jenazah orang yang pernah dipenjara gara-gara kasus korupsi tidak perlu disalatkan oleh para ulama. Kalaupun disalatkan, cukup oleh Banser atau ormas di bawah NU saja. “Jenazah para koruptor cukup disalatkan oleh Banser atau Garda Bangsa saja,” kata Malik Madani. Menurut Malik, aturan itu bercermin dari riwayat Nabi Muhammad yang suatu ketika tidak mau menyalatkan jenazah orang yang pernah menyelewengkan harta rampasan perang. Harta rampasan perang sama artinya dengan kekayaan negara di era modern ini.
“Dulu Nabi tidak mau menyalatkan jenazah itu karena sebagai hukuman moral bagi yang bersangkutan. Selain itu, supaya orang lain tidak meniru apa yang dilakukan oleh koruptor. Semacam peringatan bila melakukan korupsi, jenazahnya tidak akan disalatkan Nabi,” jelas Malik seperti dikutip sebuah media.
Jadi, tidak disalatkannya jenazah koruptor itu untuk memberikan terapi kejut atau shock teraphy bagi mereka yang hendak melakukan korupsi. Namun, lanjut Malik, Nabi Muhammad tetap memerintahkan agar jenazah orang yang pernah korupsi disalatkan. Sebab, menyalatkan jenazah hukumnya wajib menurut Islam. Fatwa agar jenazah koruptor tidak disalatkan oleh ulama telah ditetapkan dalam Muktamar NU di Jakarta belum lama ini. Tidak itu saja sanksi bagi koruptor. Terkait kebijakan pemerintah memberikan potongan masa hukuman atau remisi terhadap para terpidana korupsi, KPK, bekas pimpinan KPK, dan berbagai elemen masyarakat lainnya juga mengecam pemberian remisi bagi para koruptor itu. Kalau demikian, masih adakah tempat bagi para koruptor di Indonesia? Masih adakah pejabat, baik di eksekutif, legislatif, maupun yudikatif yang berani coba-coba melakukan korupsi?
Seperti diketahui, bertepatan dengan peringatan Hari Ulang Tahun (HUT) Ke-65 Proklamasi Kemerdekaan Republik Indonesia, 17 Agustus 2010, sebanyak 58.234 narapidana mendapatkan remisi. Dari jumlah itu, sebanyak 330 adalah narapidana kasus korupsi dan 11 orang di antaranya langsung bebas. Alasan pemberian remisi karena para narapidana berkelakuan baik, tidak pernah memiliki catatan buruk selama menjalani masa hukuman. Pemberian remisi diatur dalam Peraturan Pemerintah (PP) No. 28 Tahun 2006 tentang Perubahan Atas Peraturan Pemerintah No. 32 Tahun 1999 tentang Syarat dan Tata Cara Pelaksanaan Hak Warga Binaan Pemasyarakatan. Mereka yang telah menjalani dua pertiga masa hukuman berhak mendapatkan remisi.

C. Fatwa Kelembagaan Indonesia tekait dengan hukuman mati atas tindak pidana tertentu
Mejelis Ulama Indonesia mengeluarkan fatwa tentang hukuman mati dalam tindak pidana tertentu dalam MUNAS MUI VII pada 19-22 Jumadil Akhir 1426 H/26 Juli 2005 M. Di tinjau pada akhir-akhir ini sering diberitakan banyaknya hukuman mati yang dikenakan kepada pelaku pidana tertentu dan mengundang perhatian masyarakat serta menimbulkan pendapat yang kontroversi. Bahwa hukuman mati merupakan hukuman yang paling berat yang dikenakan terhadap pelaku tindak kejahatn berat dan menyangkut berbagi pihak yang berwenang dan berkepentingan serta berkaitan dengan nilai-nilai kemanusiaan yang adil dan beradab.
Berdasarkan kondisi masyrakat dan Negara yang memerlukan ketegasan hukum dan ketertiban masyarakat, MUI memandang perlu menetapkan Hukuman Mati Pada Tindak Pidana Tertentu untuk deijadikan sebagai pedoman. Islam mengakui eksistensi hukuman mati dan memberlakukannya dalam jarimah (tindak pidana) hudud, qishas dan ta'zir. Negara juga boleh melaksanakan hukuman mati terhadap pelaku kejahatan pidana tertentu. 

BAB III
PENUTUP
Kesimpulan
Lembaga keagamaan Indonesia yaitu Majelis Ulama Indonesia (MUI) mengeluarkan fatwa hasil ijtima’ Ulama Komisi Fatwa se-Indone-sia pada tanggal 22 Syawwal 1424 H./16 Desember 2003 telah menfatwakan tentang Terorisme. Dengan menimbang, mengingat dan memperhatikan beberapa alasan MUI memutuskan mengeluarkan fatwa haram terhadap terorisme. Muhamadiyah dan NU sangat mengecam denga adanya terorisme yang meresahkan warga Negara kita.
Fatwa MUI tentang penerapan asas pembuktian terbalik pada dasaranya, seseorang terbebas dari dakwaan perbuatan salah sampai adanya pengakuan atau bukti-bukti lain yang menunjukan bahwa seseorang tersebut bersalah. Dengan demikian, fiqh Islam menganut asas praduga tak bersalah dalam hukum. Kewajiban pembuktian dibebankan kepada penyidik dan penuntut, sedang sumpah bagi orang yang mengingkarinya. Rekomendasi MUI, perlu dipertimbangkan untuk merevisi bebrapa ketentuan peraturan perundang-undangan, agar dimungkinkan adanya system pembuktian terbalik untuk menegakan kemaslahatan umum dan mencegah maraknya tindak pidana akibat kesulitan pembuktian material. Para penegak hukum juga diharapkan dapat menangani dan mengadili perkara korupsi sekalipun hanya menggunakan pendekatan pembuktian terbalik.
Mejelis Ulama Indonesia mengeluarkan fatwa tentang hukuman mati dalam tindak pidana tertentu dalam MUNAS MUI VII pada 19-22 Jumadil Akhir 1426 H/26 Juli 2005 M. Di tinjau pada akhir-akhir ini sering diberitakan banyaknya hukuman mati yang dikenakan kepada pelaku pidana tertentu dan mengundang perhatian masyarakat serta menimbulkan pendapat yang kontroversi. Bahwa hukuman mati merupakan hukuman yang paling berat yang dikenakan terhadap pelaku tindak kejahatn berat dan menyangkut berbagi pihak yang berwenang dan berkepentingan serta berkaitan dengan nilai-nilai kemanusiaan yang adil dan beradab.


Daftar Pustaka
KUMPULAN FATWA-FATWA MUI, MUNAS VIII MAJELIS ULAMA INDONESIA TAHUN 2010.
KEPUTUSAN FATWA MAJELIS ULAMA INDONESIA, MUNAS VII TAHUN 2005.
http://pdpmkotayogya.multiply.com/journal/item/4
http://a.republika.co.id/rss/
KEPUTUSAN FATWA MAJELIS ULAMA INDONEISA NOMOR 3 TAHUN 2004 TENTANG TERORISME MAJELIS ULAMA INDONESIA.
http://bataviase.co.id/node/287658
http://pendoposumaryoto.com/masih-adakah-tempat-bagi-koruptor/
http://www.suarakarya-online.com
http://www.suara-islam.com
http://cafe.degromies.com




.


About the author

This is the area where you will put in information about who you are, your experience blogging, and what your blog is about. You aren't limited, however, to just putting a biography. You can put whatever you please.